تشرع المحكمة الابتدائية بالناظور، اليوم الاثنين، في محاكمة 36 شخصا من المتهمين باقتحام السياج الأمني لميليلة المحتلة.
كما يرتقب أن تشرع محكمة الاستئناف في المدينة ذاتها في محاكمة 28 من الأشخاص الآخرين بجناية الانضمام إلى عصابة وتسهيل خروج أشخاص من التراب الوطني بصفة سرية واعتيادية وجناية إضرام النار في الغابة عمدا.
وتكشف تصريحات عدد من عناصر الأمن المغربي، خطورة الاعتداأت التي تعرضوا لها يد عدد من المرشحين للهجرة غير الشرعية بغابة الناظور.
وأشارت التصريحات، التي أدلى بها عدد من عناصر الأمن المغربي أمام الضابطة القضائية، إلى تعرضهم للاختطاف والتعذيب وتجريدهم من العتاد الذين كان في حوزتهم.
في هذا الصدد، أكد “أ. خ”، الذي يزاول عمله بمجموعة الدعم المتعددة التخصصات ببني أنصار، أنه، بتاريخ 23 يونيو 2022، كان مكلفا بمهمة حفظ النظام رفقة أفراد المجموعة التي يعمل بها بغابة “أزنودن” القريبة من غابة كوروكو بالتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية.
وأضاف: “حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا من اليوم نفسه تفاجأنا بهجوم مباغت لعدد كبير من المهاجرين السريين الذين ينحدرون من دول جنوب الصحراء، والذين كان عددهم يفوق الألف مهاجر سري مختبئين بداخل الغابة المذكورة، ملثمين ومدججين بأسلحة وعصي، حيث شرعوا في رشق أفراد القوات العمومية بالحجارة مستغلين تواجدهم بأعلى القمة”.
وأشار إلى أن القوات العمومية حاولت صد هذا الهجوم بكل ما أوتيت من قوة؛ لكنها لم تتمكن من الصمود، نظرا للأعداد الكبيرة للمهاجرين السريين، مما أسفر عن إصابة عدة عناصر بجروح متفاوتة الخطورة، مضيفا أنه أصيب حينها بجروح على مستوى الرأس نتيجة رشقه بالحجارة.
ونظرا لكثرة أعداد المهاجرين السريين، اضطرت قوات الأمن إلى التراجع إلى الوراء، حيث وجد “أ خ” نفسه رفقة عنصر من القوات المسلحة الملكية محاصرين بعدد كبير من المهاجرين السريين الذين كانوا مدججين بالهراوات والعصي، حيث قاموا بالاعتداء عليهما بالضرب والركل، كما جردوهما من العتاد الذين كان بحوزتهم.
وأفاد: “احتجزونا لمدة نصف ساعة بعيدا عن مكان التدخل، حيث تعرضنا لجميع أشكال التعذيب، كما سمعت أحدهم يقترح عليهم قتلي وتصفيتي، قبل أن يتم إخلاء سبيلنا متفرقين، حيث طلبوا مني أن أسلك طريقا غير الذي سلكه فرد القوات المسلحة الملكية حافي القدمين”.
إلى ذلك، كشفت التحقيقات إصابة عدد من أفراد القوات العمومية خلال هذه العملية، كما استولى المهاجرون السريون على بعض المعدات الخاصة بقوات الأمن؛ من بينها ألبسة وسلاح قاذف لعبوات الغاز المسيل للدموع الخاص بعناصر الأمن الوطني.
كما استغلوا تلك الأحداث للضغط على القوات العمومية والتفاوض معها من أجل إخلاء سبيل زملائهم الموقوفين بعدما أخذوا العناصر الأمنية المحتجزة كرهائن، كما قاموا بفرض شروط أخرى؛ من بينها مغادرة القوات العمومية والحصول على الأدوية، وهذا ما تأتى لهم بعد مفاوضات استمرت لوقت طويل مع ممثلين عن هؤلاء المهاجرين السريين أسفرت في الأخير عن إطلاق أفراد القوات العمومية المحتجزين واسترجاع عتادهم، لتغادر القوات العمومية المكان في انتظار وصول التعزيزات من أجل السيطرة على الوضع في وقت لاحق.
يذكر أن التحقيقات أبانت أن المرشحين للهجرة غير الشرعية أقاموا مخيما بغابة جبل كوروكو يرأسه مواطن سوداني يدعى “أبو شيبة”، حيث يسهر على تسيير المخيم ويفرض شروطه وقوانينه الخاصة على الوافدين.
وحسب تصريحات المتهمين، فإن “أبو شيبة” كان يجرّد المهاجرين من هواتفهم، وينظمهم على شكل مجموعات، ويلزمهم بطاعته تحت طائلة التهديد بالطرد والمس بالسلامة الجسدية.
التصريحات كشفت كذلك أن المرشحين للهجرة غير الشرعية تلقوا تدريبات على حمل السلاح الأبيض وكيفية مواجهة الشرطة، كما كان يقوم رئيس المخيم بحثهم على عدم طاعة أوامر الشرطة وعدم الاستسلام لحظة اقتحام السياج الأمني.